تغريد قصص وحكايات واشعار معبرة: قصة توبة العابد

السبت، 20 يوليو 2013

قصة توبة العابد

قصة توبة العابد
روي انه كان في جبل لبنان رجل من العبّاد منزوياً عن الناس في غار في ذلك الجبل، وكان يصوم النهار ، ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه ويتسحّر بالنصف الآخر .. وكان على ذلك الحال مدّة طويلة لا ينزل من ذلك الجبل أصلاً ، فاتفق ان انقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي ، فاشتد جوعه وقل هجوعه، فصلى العشائين وبات في تلك الليلة في انتظار شيء يدفع به الجوع فلم يتيسّر له شيء .

وكان في اسفل ذلك الجبل قرية سكّانها نصارى. فعندما اصبح العبد نزل اليهم واستطعم شيخاً منهم ، فاعطاه رغيفين من خبز الشعير ، فأخذهما وتوجّه إلى الجبل ، وكان في دار ذلك الشيخ كلب أجرب مهزول ، فلحق العابد ونبح عليه وتعلق باذياله ،فألقى عليه العابد رغيفاً من ذينك الرغيفين ليشغل به عنه .. فأكل الكلب ذلك الرغيف ولحق العابد مرّة اخرى ، واخذ في النباح والهرير ، فألقى اليه العابد الرغيف الآخر ، فاكله ولحقه تارة ثالثة ، واشتد هريره وتشبّث بذيل العابد ومزّقه، فقال العابد : سبحان الله !.. اني لم أر كلباً اقل حياءً منك ، ان صاحبك لم يعطيني إلاّ رغيفين وقد اخذتهما منّي .. ماذا تطلب بهريرك وتمزق ثيابي ؟..

فانطق الله تعالى الكلب فقال : لست انا قليل الحياء ، اعلم اني ربيت في دار ذلك النصراني، احرس غنمه ، واحفظ داره، واقنع بما يدفع اليًّ من خبز او عظام ، وربّما نسيني فأبقى أياماً لا آكل شيئاً ، بل ربما تمضي ايام لا يجد هو لنفسه شيئاً ولا لي ، ومع ذلك لم افارق داره منذ عرفت نفسي ولا توجهت إلى باب غيره.. بل كان دأبي انه ان حصل شيء شكرت وإلاّ صبرت .. وأما انت فبانقطاع الرغيف عنك ليلة واحدة ، لم يكن عندك صبر ولا كان لك تحمّل حتى توجهت من باب رازق العباد إلى باب نصراني ، وطويت كشحك عن الحبيب ،وصالحت عدوّه المريب . فقل: اينا اقل حياءً انا أم أنت ؟.. فلما سمع العابد ذلك ضرب بيديه على رأسه وخر مغشياً عليه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صمم هذا القالب المدون ياسو صاحب مدونة نصائح للمدونين | تم التصميم بإستخدام مصمم نماذج بلوجر ونفخر بتعاملنا مع بلوجر | جميع حقوق التصميم محفوظه كحقوق ملكيه فكريه.