رسالة.....أ.ه.
ان كان قلبك رقيقا فلا تقرئيها
لا أدري لماذا أجدني متأثرا كلما عاودت قراءة هذه القصة التي لازلت أحتفظ بها منذ زمن بعيد بين ركام أوراقي المتناثرة .
هذه القصة حصلت منذ زمن ليس بالقريب تجسد معاناة حقيقية يبثها صاحبها وتمثل نهاية حقيقية لقصة لا يستغرب أن تكون هذه نهايتها.
حقا إنها كلمات مؤثرة يحوطها الحزن والهم من كل جوانبها وعلى قدر ما تحمل من الحزن على قدر ما كانت موعظة لثلة لا زالت تتمسك بالعفاف الأصلي لا المصطنع.
أنشأ يروي قصته يقول:
منذ سنتين كنت أسكن بيتا بجانبه جارة لنا ما ضمت البيوت مثلها حسنا وبهاء فألّم بنفسي بها من الوجد مالم أستطع معه صبرا فما زلت أتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل إليه حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها فأسلس قيادها فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت أن جنينا يضطرب في أحشائها فأسقط في يدي وذهبت أفكر هل أفي لها بوعدها أم أقطع جبل ودها
فآثرت الثانية وهجرت ذلك المنزل الذي كانت تزورني فيه ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئا
مرت على تلك الحادثة أعوام طوال وفي ذات يوم جاءني منها مع البريد هذا الكتاب فقرأت فيه ما يأتي:
( لو كان لي أن أكتب إليك لأجدد عهدا دارسا أو ودا قديما ما كتبت سطرا ولا خططت حرفا لأني أعتقد أن عهدا مثل عهدك الغادر وودا مثل ودك الكاذب لا يستحق أن أحفل به فأذكره أو آسف عليه فأطلب تجديده. إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبيّ نارا تضطرم وجنينا يضطرب فلم تبال بذلك وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه ولا تكلف نفسك مسح دموع أنت مرسلها فهل بعد ذلك أستطيع أن أتصور أنك رجل شريف؟!.
لا بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في أوابد الوحش إلا جمعتها وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضاء نفسك فمررت بي في طريقك إليه ولولا ذلك ما طرقت لي بابا ولا رأيت لي وجها.
خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعدك ذهابا بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صنعة يدك وجريرة نفسك ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة فقد دافعتك جهدي حتى عييت بأمرك فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير بين يدي الجبار الكبير.
سرقت عفتي فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أما لولد بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من المجتمعات البشرية وإلا وهي خافضة رأسها مسبلة جفنها واضعة خدها على كفها ترتعد أوصالها وتذوب أحشاؤها خوفا من عبث العابثين وتهكم المتهكمين.
سلبتني راحتي لأنني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر الذي كنت منعمة فيه بعشرة أمي وأبي تاركة ورائي تلك النعمة الواسعة وذلك العيش الرغد إلى منزل صغير في حي مهجور لا يعرفه أحد ولا يطرق بابه لأقضي فيه الصبابة الباقية لي من أيام حياتي.
قتلت أمي وأبي فقد علمت أنهما ماتا وما أحسب موتهما إلا حزنا لفقدي ويأسا من لقائي
قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك والهم الطويل الذي عالجته بسببك قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي فأصبحت في فراش الموت كالذبابة المحترقة تتلاشى نفسا في نفس.
فأنت كاذب خادع ولص قاتل ولا أحسب أن الله تاركك دون أن يأخذ لي بحقي منك.
ما كتبت إليك هذا الكتاب لأجدد عهدا ولا أخطب إليك ودا فأنت أهون علي من ذلك.
إنني قد أصبحت على باب القبر وفي موقف وداع الحياة بأجمعها خيرها وشرها سعادتها وشقائها فلا أمل لي في ود ولا متسع لعهد
إني كتبت إليك لأن عندي لك وديعة وهي تلك فتاتك فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة فأقبل إليها فخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء ما أدرك أمها من قبلها( أ.ه.
ان كان قلبك رقيقا فلا تقرئيها
لا أدري لماذا أجدني متأثرا كلما عاودت قراءة هذه القصة التي لازلت أحتفظ بها منذ زمن بعيد بين ركام أوراقي المتناثرة .
هذه القصة حصلت منذ زمن ليس بالقريب تجسد معاناة حقيقية يبثها صاحبها وتمثل نهاية حقيقية لقصة لا يستغرب أن تكون هذه نهايتها.
حقا إنها كلمات مؤثرة يحوطها الحزن والهم من كل جوانبها وعلى قدر ما تحمل من الحزن على قدر ما كانت موعظة لثلة لا زالت تتمسك بالعفاف الأصلي لا المصطنع.
أنشأ يروي قصته يقول:
منذ سنتين كنت أسكن بيتا بجانبه جارة لنا ما ضمت البيوت مثلها حسنا وبهاء فألّم بنفسي بها من الوجد مالم أستطع معه صبرا فما زلت أتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل إليه حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها فأسلس قيادها فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت أن جنينا يضطرب في أحشائها فأسقط في يدي وذهبت أفكر هل أفي لها بوعدها أم أقطع جبل ودها
فآثرت الثانية وهجرت ذلك المنزل الذي كانت تزورني فيه ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئا
مرت على تلك الحادثة أعوام طوال وفي ذات يوم جاءني منها مع البريد هذا الكتاب فقرأت فيه ما يأتي:
( لو كان لي أن أكتب إليك لأجدد عهدا دارسا أو ودا قديما ما كتبت سطرا ولا خططت حرفا لأني أعتقد أن عهدا مثل عهدك الغادر وودا مثل ودك الكاذب لا يستحق أن أحفل به فأذكره أو آسف عليه فأطلب تجديده. إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبيّ نارا تضطرم وجنينا يضطرب فلم تبال بذلك وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه ولا تكلف نفسك مسح دموع أنت مرسلها فهل بعد ذلك أستطيع أن أتصور أنك رجل شريف؟!.
لا بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في أوابد الوحش إلا جمعتها وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضاء نفسك فمررت بي في طريقك إليه ولولا ذلك ما طرقت لي بابا ولا رأيت لي وجها.
خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعدك ذهابا بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صنعة يدك وجريرة نفسك ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة فقد دافعتك جهدي حتى عييت بأمرك فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير بين يدي الجبار الكبير.
سرقت عفتي فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أما لولد بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من المجتمعات البشرية وإلا وهي خافضة رأسها مسبلة جفنها واضعة خدها على كفها ترتعد أوصالها وتذوب أحشاؤها خوفا من عبث العابثين وتهكم المتهكمين.
سلبتني راحتي لأنني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر الذي كنت منعمة فيه بعشرة أمي وأبي تاركة ورائي تلك النعمة الواسعة وذلك العيش الرغد إلى منزل صغير في حي مهجور لا يعرفه أحد ولا يطرق بابه لأقضي فيه الصبابة الباقية لي من أيام حياتي.
قتلت أمي وأبي فقد علمت أنهما ماتا وما أحسب موتهما إلا حزنا لفقدي ويأسا من لقائي
قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك والهم الطويل الذي عالجته بسببك قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي فأصبحت في فراش الموت كالذبابة المحترقة تتلاشى نفسا في نفس.
فأنت كاذب خادع ولص قاتل ولا أحسب أن الله تاركك دون أن يأخذ لي بحقي منك.
ما كتبت إليك هذا الكتاب لأجدد عهدا ولا أخطب إليك ودا فأنت أهون علي من ذلك.
إنني قد أصبحت على باب القبر وفي موقف وداع الحياة بأجمعها خيرها وشرها سعادتها وشقائها فلا أمل لي في ود ولا متسع لعهد
إني كتبت إليك لأن عندي لك وديعة وهي تلك فتاتك فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة فأقبل إليها فخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء ما أدرك أمها من قبلها( أ.ه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق