تغريد قصص وحكايات واشعار معبرة: أغسطس 2013

الخميس، 1 أغسطس 2013

الدرس الخاطئ

الدرس الخاطئ
الدرس الخاطئ

من القصص الجميلة التي تحمل عبرة، وتحتاج إلى محلل نفسي يزيد في شرحها للقارئ، هي قصة (قطع طريق)، كتبها القاص باول ارنست، وهذا الأديب حصل على جائزة نوبل للآداب في عام م.
وتتلخص القصة في ان أحد الآباء أرسل ابنه للدراسة في جامعة أوكسفورد، وكان هذا الابن الشاب على خلق، وصاحب مبادئ علمها له والده الذي بينه وبين ابنه علاقة حميمة وقوية.
وكان هذا الطالب منكبا على دراسته، ومنشغلا عما يعمله الطلبة الآخرون الذين يسكن معهم، ويعيش بينهم ويتخذ منهم أصحابا.
أراد زملاؤه أن يمازحوه، ويخرجوه من عزلته التي يضربها حول نفسه، فطلبوا منه أن يشاركهم في لعبة قمار بما لديهم من نقود، وامتنع في الأول، لأن النقود التي معه هي مصروفه المتواضع كطالب، لذا فليس لديه ما يلعب به، ولكن زملاءه أثاروا فيه ما يثير صغار السن، من أنه لابد أن يكبر، وأن يستقل في فكره، وأن يعيش دنياه..
وغلب على أمره، ليقنعهم بأن ما يقولونه عنه خطأ، وأنه يستطيع أن يجاريهم، فاشترك معهم في لعبة القمار التي لا يجيد لعبها، وخسر جميع ما يملك، واستلف بعض المال معتقدا أنه سيعوض ما خسره، ولكن خسائره زادت وطلب مهلة ووعد بأنه سيدفع المطلوب عليه من لعبة القمار الخاسرة، وأمهله زميله رئيس الفريق ثمانية أيام وعليه بعد ذلك ان يثبت مقدار رجولته، ومقدار شرف وعده ..

خطأ التفكير

لحسن علاقته مع أبيه، فإن هذا الابن كتب الحقيقة كاملة لأبيه، وطلب منه أن يرسل النقود إليه، واعدا إياه بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى..
عندما استلم الأب الرسالة أعجب بصدق ابنه، وأرسل له النقود، ولكنه رسم خطة بأن تصله النقود في اليوم الثامن حسب ما ذكره له ابنه، وذلك لكي يمتد عند ابنه تعذيب الضمير.
مضت الأيام وحان الموعد، وهو ينتظر النقود، وكان متأكدا من أن والده سيلبي طلبه، ولكن عندما انتهى اليوم الخامس ولحقه اليوم السادس، ولم تصل النقود أحس أن والده خذله، ولم يستمع له، وانتظر إلى اليوم الأخير، ولم يصله المبلغ. كبرت عليه نفسه العزيزة، ولم يرض ان يستذل لأصحابه ويطلب مهلة أو اعتذارا أو سلفة، فقرر أن يدبر النقود بطريقة كثيرا ما سمع بها، وهي ما يقوم بها اللصوص وقطاع الطرق الذين يقابلون المسافرين ويقتلونهم ويأخذون ما معهم، فكانت لندن في ذلك الوقت تعج بهم وتشتكي من أفعالهم.
في الليل لبس لباسهم، وأخذ سلاحه وانطلق يبحث عن فريسة، وقابله أحد المسافرين، وأطلق عليه النار وقتله وأخذ ما معه، وفي الغرفة فتح غنيمته، ووجد رسالة أبيه ومعها النقود المنتظرة، والموعود بها.

رسالة الأب

في اللحظة الأخيرة التي تكون قد تلقنت الدرس من تجربتك وبكل جوارحك، ليطبعك أخيرا بطابعه، وتنال نصيبك من الاضطراب، ولا يخطر ببالك أن أباك لا يحبك، فهاهي الليالي تمر بي والأرق لا يفارقني، لأني لا أفكر في شيء سواك، فما أنت إلا كل ما وهبني إياه القدر. وأنت لم يكن صنعك معي نعم .. حتى هذا اليوم إلا ما يبعث على الفرح، ولا شيء سوى ذلك
وأنت لن تعود مرة أخرى إلى التسبب في جر القلق إلى نفسي.

رسالة الأصدقاء

عد النقود وجهزها وذهب إلى أصدقائه ليدفع ما عليه لهم، فكانت الصدمة التي لم يكن يتوقعها، فقد اعتذروا له عن أخذ أي مبلغ، بل ووبخه زميله قائلا إننا كنا نمزح، ولم نكن شياطين لكي نبتز مالك!! لأن المقصود من الدرس هو أن تتغير، فلم تعد طفلا.
وقال له يجب أن تتغير فأنت لست من هذا العالم.
فقال هذا الشاب الذي انقلبت حياته رأسا على عقب أنا لست من هذا العالم.
إقرأ المزيد

من سيرثيني بعد موتي

من سيرثيني بعد موتي
من سيرثيني بعد موتي

صهيب الفلاحي


لست أنا من يريد الرثاء ... ولكن .. هذا لسان حال الآلاف من شباب العراق الذين لا يعرفون متى تروي دمائهم ارض الرشيد التي أخضبت بالدماء .
رحمك الله يا ابن عمي يا بلال ، وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
والله إن العين لتدمع وان القلب ليحزن ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله .
قتلوك أرذل خلق الله ...
قتلوك لأنك طاهر .. وهم أنجاس ..
قتلوك لأنك شريف مقاوم ... وهم فجرة عهره ..
قتلوك لان صدرك ينبض بحب وطنك ... وهم من يحمل معاول الهدم له ..
قتلوك لأنهم لا يريدون لأمثالك أن يكون لهم مكان في العراق ...

لعنهم الله .. ولعن كل من يقف وراءهم من حكومة لا ترعى في هذا الشعب إلاً ولا ذمة ..
ولعن الله الاحتلال ومن جاء به ومن تعاون معه ومن ثبت له على ارض العراق راية .

رحمك الله يا ابن عمي .. لم يمر على زواجك شهر واحد حتى سقيت بدمائك الطاهرة ارض "حي العدل" ..
آه .. على العدل .. وألف آه ..
مصطلح غاب عنا ولا نعرف إلا رسمه ..
ماذا تقول أمك ألان وقد فرحت بك قبل شهر عريسا .. وهذا كان مناها ..
وكيف سينساك أباك الذي يكنى بك ولازم اسمه اسمك .
وماذا يقولون إخوانك وأحبابك الذين عشت معهم ..
وماذا تقول زوجتك – العروس – التي لم تقضي معك إلا بضعة أيام ..

كان أخر يوم رأيته فيه في مسجد (البر الرحيم) في الغزالية وكان يقول لي والألم يعتصر قلبه :
لماذا نحن هكذا ...
لماذا لا نعمل كذا وكذا ...
لماذا الآخرون يسبقونا بالعمل ...
كانت روحه طاقة فياضة .. خرجت تشتكي إلى رب الأرض والسماء من قتله ..
رحمك الله يا بلال .. ورحم معك إخوانك من الشهداء قبلك ... ورحم الله الشيخ العامل علي خضر الزند شيخك وإمام مسجدك الذي استشهد قبلك بأيام ... ورحم الله الشهداء بعدك الذي يتساقطون يوميا ولا ذنب لهم إلا لأنهم من أهل هذا البلد الجريح...

ليس هذا رثاء لك فقط يا ابن عمي الحبيب .. ولكن هو رثاء لكل شباب العراق الشهداء .. ونقول لكم :
سنظل نذكركم ... وندعو لكم ... ونكتب عنكم ... ونتحدث بكم ...
فأنتم نبراس هذا البلد .. وبدمائكم سيتحرر إن شاء الله .
إقرأ المزيد

رسالة.....أ.ه.

رسالة.....أ.ه.
ان كان قلبك رقيقا فلا تقرئيها
لا أدري لماذا أجدني متأثرا كلما عاودت قراءة هذه القصة التي لازلت أحتفظ بها منذ زمن بعيد بين ركام أوراقي المتناثرة .
هذه القصة حصلت منذ زمن ليس بالقريب تجسد معاناة حقيقية يبثها صاحبها وتمثل نهاية حقيقية لقصة لا يستغرب أن تكون هذه نهايتها.
حقا إنها كلمات مؤثرة يحوطها الحزن والهم من كل جوانبها وعلى قدر ما تحمل من الحزن على قدر ما كانت موعظة لثلة لا زالت تتمسك بالعفاف الأصلي لا المصطنع.
أنشأ يروي قصته يقول:
منذ سنتين كنت أسكن بيتا بجانبه جارة لنا ما ضمت البيوت مثلها حسنا وبهاء فألّم بنفسي بها من الوجد مالم أستطع معه صبرا فما زلت أتأتى إلى قلبها بكل الوسائل فلا أصل إليه حتى عثرت بمنفذ الوعد بالزواج فانحدرت منه إليها فأسلس قيادها فسلبتها قلبها وشرفها في يوم واحد وما هي إلا أيام قلائل حتى عرفت أن جنينا يضطرب في أحشائها فأسقط في يدي وذهبت أفكر هل أفي لها بوعدها أم أقطع جبل ودها
فآثرت الثانية وهجرت ذلك المنزل الذي كانت تزورني فيه ولم أعد أعلم بعد ذلك من أمرها شيئا
مرت على تلك الحادثة أعوام طوال وفي ذات يوم جاءني منها مع البريد هذا الكتاب فقرأت فيه ما يأتي:
( لو كان لي أن أكتب إليك لأجدد عهدا دارسا أو ودا قديما ما كتبت سطرا ولا خططت حرفا لأني أعتقد أن عهدا مثل عهدك الغادر وودا مثل ودك الكاذب لا يستحق أن أحفل به فأذكره أو آسف عليه فأطلب تجديده. إنك عرفت حين تركتني أن بين جنبيّ نارا تضطرم وجنينا يضطرب فلم تبال بذلك وفررت مني حتى لا تحمل نفسك مؤونة النظر إلى شقاء أنت صاحبه ولا تكلف نفسك مسح دموع أنت مرسلها فهل بعد ذلك أستطيع أن أتصور أنك رجل شريف؟!.
لا بل لا أستطيع أن أتصور أنك إنسان لأنك ما تركت خلة من الخلال المتفرقة في أوابد الوحش إلا جمعتها وكل ما في الأمر أنك رأيتني السبيل إلى إرضاء نفسك فمررت بي في طريقك إليه ولولا ذلك ما طرقت لي بابا ولا رأيت لي وجها.


خنتني إذ عاهدتني على الزواج فأخلفت وعدك ذهابا بنفسك أن تتزوج امرأة مجرمة ساقطة وما هذه الجريمة ولا تلك السقطة إلا صنعة يدك وجريرة نفسك ولولاك ما كنت مجرمة ولا ساقطة فقد دافعتك جهدي حتى عييت بأمرك فسقطت بين يديك سقوط الطفل الصغير بين يدي الجبار الكبير.
سرقت عفتي فأصبحت ذليلة النفس حزينة القلب أستثقل الحياة وأستبطئ الأجل وأي لذة في العيش لامرأة لا تستطيع أن تكون زوجة لرجل ولا أما لولد بل لا تستطيع أن تعيش في مجتمع من المجتمعات البشرية وإلا وهي خافضة رأسها مسبلة جفنها واضعة خدها على كفها ترتعد أوصالها وتذوب أحشاؤها خوفا من عبث العابثين وتهكم المتهكمين.
سلبتني راحتي لأنني أصبحت مضطرة بعد تلك الحادثة إلى الفرار من ذلك القصر الذي كنت منعمة فيه بعشرة أمي وأبي تاركة ورائي تلك النعمة الواسعة وذلك العيش الرغد إلى منزل صغير في حي مهجور لا يعرفه أحد ولا يطرق بابه لأقضي فيه الصبابة الباقية لي من أيام حياتي.
قتلت أمي وأبي فقد علمت أنهما ماتا وما أحسب موتهما إلا حزنا لفقدي ويأسا من لقائي
قتلتني لأن ذلك العيش المر الذي شربته من كأسك والهم الطويل الذي عالجته بسببك قد بلغا مبلغهما من جسمي ونفسي فأصبحت في فراش الموت كالذبابة المحترقة تتلاشى نفسا في نفس.
فأنت كاذب خادع ولص قاتل ولا أحسب أن الله تاركك دون أن يأخذ لي بحقي منك.
ما كتبت إليك هذا الكتاب لأجدد عهدا ولا أخطب إليك ودا فأنت أهون علي من ذلك.
إنني قد أصبحت على باب القبر وفي موقف وداع الحياة بأجمعها خيرها وشرها سعادتها وشقائها فلا أمل لي في ود ولا متسع لعهد
إني كتبت إليك لأن عندي لك وديعة وهي تلك فتاتك فإن كان الذي ذهب بالرحمة من قلبك أبقى لك منها رحمة الأبوة فأقبل إليها فخذها إليك حتى لا يدركها من الشقاء ما أدرك أمها من قبلها( أ.ه.
إقرأ المزيد
صمم هذا القالب المدون ياسو صاحب مدونة نصائح للمدونين | تم التصميم بإستخدام مصمم نماذج بلوجر ونفخر بتعاملنا مع بلوجر | جميع حقوق التصميم محفوظه كحقوق ملكيه فكريه.