تغريد قصص وحكايات واشعار معبرة: عين القرصان

السبت، 13 يوليو 2013

عين القرصان

عين القرصان




حكاية كتبها كاتب ايرلندي اسمه "هانز أندرسون" منذ أكثر من مئة عام. تقول الحكاية:
كان ملك من الملوك يتجول برفقة وزيره على شاطئ بحر فشاهد صياداً عجوزاً يصطاد السمك بشبكة بين يديه.
رقّ الملك لحاله ولعجزه وأراد أن يمنحه أعطية تساعده في حياته، فاقترب منه وقال له: هيا أيها الصياد ألق بشبكتك وسأعطيك وزن ما تصطاده ذهباً.
فرح الصياد العجوز بالفرصة الذهبية التي جاءته من غير موعد، وخاض في مياه البحر ما استطاع وبكل ما استطاع من قوة ألقى بشبكته وبكل رجاء وأمل سحبها متمنياً أن يكون فيها ولو سمكة واحدة ولكنه لسوء حظه لم يجد فيها غير عظمة رقيقة مجوفة مثقوبة فألقاها على الشاطئ لاعناً حظه البائس ومتحسراً على الفرصة التي ضاعت.
ورأفة من الملك بحال العجوز كما قلنا قال له: سأعطيك بوزن العظمة التي خرجت بها ذهباً، فأنا قلت ما ستصطاده ولم أحدد السمك فهيا معي إلى القصر.
وفي القصر وضع الملك العظمة في كفة ميزان ووضع في الكفة الأخرى حفنة من ليرات ذهبية مقرراً أن يهبها للصياد ولو زاد وزنها عن وزن العظمة.
ولكن الملك فوجئ بكفة العظمة لا تزال راجحة فوضع حفنة ثانية وثالثة وهو مندهش مما يرى فالعظمة الرقيقة المجوفة المثقوبة الخفيفة تظل راجحة أمام كفة مليئة بالذهب.
عاين الملك العظمة بين يديه فوجدها خفيفة واستغرب كيف تصبح ثقيلة جداً أمام الذهب وهذا ما جعل الملك يفكر في السر الكامن خلف هذا الأمر.
وأعلن الملك الأمر للناس وحدد جائزة كبيرة لمن يكتشف السر الذي يجعل عظمة رقيقة خفيفة باليد، ثقيلة جداً إذا ما وضعت مقابل الذهب.
وجاء ناس يدّعون المعرفة والفهم من بلاد قريبة وبعيدة جاؤوا طامعين بالجائزة مدعين قدرتهم على كشف السر ولكنهم جميعاً عادوا خائبين وظل الملك حائراً بين تنفيذ وعد قطعه ولا يستطيع تنفيذه وبين رغبة ألحت عليه لاكتشاف السر ومعرفة الحقيقة.
وبعد طول انتظار طرقت امرأة عجوز محنية الظهر باب القصر بعصاها التي تتوكأ عليها وقالت للحراس: قولوا للملك سأكشف له سر ما يريد معرفته.
فرح الملك ودعاها للدخول وبهدوء وضعت العظمة في كفة الميزان ووضعت في الكفة الأخرى حفنة من تراب وبين دهشة الملك ومن حوله واستغرابهم رجحت كفة التراب وارتفعت كفة العظمة.
سأل الملك مستغرباً فرحاً: ما هذا يا امرأة؟ ماذا وراء الأمر؟
قالت المرأة: هذه عظمة عين قرصان يا مولاي وعين القرصان لا يملأها غير التراب، عين القرصان لا يملأها كل ذهبك وذهب ملوك كثيرين مثلك يا مولاي.
سأل الملك: وكيف عرفت ذلك يا امرأة.
قالت المرأة العجوز: حين كنت طفلة صغيرة أيها الملك جرت معركة بحرية هنا بين قراصنة وأهل المدينة، كان القراصنة يريدون غزو المدينة ونهبها ولكن أهل المدينة تصدوا لهم وقتلوا منهم قرصاناً غاصت جثته في البحر ولم تخرج ومرت سنوات طويلة نسي الناس لطولها تلك المعركة، وحين سمعت بما حدث بينك وبين الصياد قدرت أن العظمة هي عظمة عين القرصان المقتول وقد صدق تقديري.
أتذكر هذه القصة التي كتبها كاتبها منذ أكثر من مئة عام، أتذكرها حين أسمع عن الجشع والطمع والجريان وراء الكسب بأي ثمن وأي طريقة أتذكرها وأقول متسائلاً: هل صحيح أن عهد القراصنة قد انتهى؟ أليسوا قد تكاثروا وتكاثروا حتى أصبح عدهم صعباً بل صعباً جداً بل وصاروا يتواجدون في أمكنة مكيفة مرفهة وليس في عمق بحار أو شعاب جبال سيقول بعض الناس الحديث هذا يعني قراصنة بعينهم يعرفهم الناس وأنا لا أتحدث عن هؤلاء فحسب بل وعن الذين يمارسون القرصنة جهاراً نهاراً وعلى بسطاء وضعفاء الناس ولأذكر بعضهم لا كلّهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صمم هذا القالب المدون ياسو صاحب مدونة نصائح للمدونين | تم التصميم بإستخدام مصمم نماذج بلوجر ونفخر بتعاملنا مع بلوجر | جميع حقوق التصميم محفوظه كحقوق ملكيه فكريه.