تغريد قصص وحكايات واشعار معبرة: تفيض عيوني بالدموع السواكب / قصيدة في الزهد

الاثنين، 15 يوليو 2013

تفيض عيوني بالدموع السواكب / قصيدة في الزهد

تفيض عيوني بالدموع السواكب / قصيدة في الزهد


تَفِيضُ عُيُونِي بِالدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ * وَمَالِي لا أَبْكِي عَلَى خَيْرِ ذَاهِبِ

عَلَى عُمْرِي إِذْ وَلَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ***بِآمَالِ مَغْرُورٍ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ

عَلَى غُرَرِ الأَيَّامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ * وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ الْمَكَاسِب

عَلَى زَهَرَاتِ الْعَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ * بِرِيحِ الأَمَانِي وَالظُّنُونِ الْكَوَاذِبِ

عَلَى أَشْرَفِ الأَوْقَاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا * بِأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاهٍ وَلاعِبِ

عَلَى أَنْفَسِ السَّاعَاتِ لَمَّا أَضَعْتُهَا*** وَقَضَّيْتُهَا فِي غَفْلَةٍ وَمَعَاطِبِ

عَلَى صَرْفِيَ الأَيَّامَ فِي غَيْرِ طَائِلٍ * وَلا نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِبِ

عَلَى مَا تَوَلَّى مِنْ زَمَانٍ قَضَيْتُهُ * وَرَجَّيْتُهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ وَصَائِبِ

عَلَى فُرَصٍ كَانَتْ لَوْ أَنِّي انْتَهَزْتُهَا * لَقَدْ نِلْتُ فِيهَا مِنْ شَرِيفِ الْمَطَالِبِ

وَأَحْيَانَ آنَاءٍ مِنْ الدَّهْرِ قَدْ مَضَتْ ***ضَيَاعًا وَكَانَتْ مُوسِمًا لِلرَّغَائِبِ

عَلَى صُحُفٍ مَشْحُونَةٍ بِمَآثِمٍ * وَجُرْمٍ وَأَوْزَارٍ وَكَمْ مِنْ مَثَالِبِ

عَلَى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوبٍ وَزَلَّةٍ*** وَسَيِّئَةٍ مَخْشِيَّةٍ فِي الْعَوَاقِبِ

عَلَى شَهَوَاتٍ كَانَتْ النَّفْسُ أَقْدَمَتْ***عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحَثٍّ وَغَالِبِ

عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنِيَّةً ***مُنَغَّصَةً مَشْحُونَةً بِالْمَعَائِبِ

عَلَى عَمَلِ لِلْعِلْمِ غَيْرِ مُوَافِقٍ * وَمَا فَضْلُ عِلْمٍ دُونَ فِعْلٍ مُنَاسِبِ

عَلَى فِعْلِ طَاعَاتٍ بِسَهْوٍ وَغَفْلَةٍ*** وَمِنْ غَيْرِ إِحْضَارٍ وَقَلْبٍ مُرَاقِبِ

أُصَلِّي الصَّلاةَ الْخَمْسَ وَالْقَلْبُ جَائِلٌ * بِأَوْدِيَةِ الأَفْكَارِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

عَلَى أَنَّنِي أَتْلُو الْقُرْآنَ كِتَابَهُ * تَعَالَى بِقَلْبِ ذَاهِلٍ غَيْرَ رَاهِبِ

عَلَى طُولِ آمَالٍ كَثِير غَرُورُهَا * وَنِسْيَانِ مَوْتٍ وَهُوَ أَقْرَبُ غَائِبِ

عَلَى أَنَّنِي قَدْ أَذْكُرُ اللهَ خَالِقِي * بِغَيْرِ حُضُورٍ لازِمٍ وَمُصَاحِبِ

عَلَى أَنَّنِي لا أَذْكُرُ الْقَبْرَ وَالْبَلَى * كَثِيرًا وَسَفْرًا ذَاهِبًا غَيْرَ آيِبِ

عَلَى أَنَّنِي عَنْ يَوْمِ بَعْثِي وَمَحْشَرِي*** وَعَرْضِي وَمِيزَانِي وَتِلْكَ الْمَصَاعِبِ

مَوَاقِفُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَخُطُوبِهَا * يَشِيبُ مِنْ الْولْدَانِ شَعْرُ الذَّوَائِبِ

تَغَافَلْتُ حَتَّى صِرْتُ مِنْ فُرْطِ غَفْلَتِي * كَأَنِّي لا أَدْرِي بِتِلْكَ الْمَرَاهِبِ

عَلَى النَّارِ أَنِّي مَا هَجَرْتُ سَبِيلَهَا * وَلا خِفْتُ مِنْ حَيَّاتِهَا وَالْعَقَارِبِ

عَلَى السَّعْيِ لِلْجَنَّاتِ دَارِ النَّعِيمِ وَالْـ***كَرَامَةِ الزُّلْفَى وَنَيْلِ الْمَآرِبِ

مِنْ الْعِزِّ وَالْمُلْكِ الْمُخَلَّدِ وَالْبَقَا ***وَمَا تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ مِنْ كُلِّ طَالِب

وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا رِضَا الرَّبِّ عَنْهُمْ ***وَرُؤْيَتُهُمْ إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ حَاجِبِ

فَآهًا عَلَى عَيْشِ الأَحِبَّةِ نَاعِمًا ***هَنِيئًا مُصَفَّى مِنْ جَمِيعِ الشَّوَائِبِ

وَآهًا عَلَى مَا فَاتَ مِنْ هَدْي سَادَةٍ * عَنْ الْمَلاءِ الأَعْلَى وَقُرْبِ الْحَبَائِبِ

عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ هِمَّةٍ وَعَزِيمَةٍ*** وَمِنْ سِيرَةٍ مَحْمُودَةٍ وَمَذَاهِبِ

عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ عِفَّةٍ وَفُتُوَّةٍ * وَجَدٍّ وَتَشْمِيرٍ لِنَيْلِ الْمَرَاتِبِ

عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ صَوْمٍ كُلِّ هَجِيرَةٍ*** وَزُهْدٍ وَتَجْرِيدٍ وَقَطْعِ الْجَوَاذِبِ

عَلَى الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ اللَّذَيْنِ تَحَقَّقَا * وَمِنْ خَلْوةٍ بِاللهِ تَحْتَ الْغَيَاهِبِ

عَلَى مَا صَفَا مِنْ قُرْبِهِمْ وَشُهُودِهِمْ * وَصِدْقٍ وَإِخْلاصٍ وَكَمْ مِنْ مَنَاقِبِ

وَاسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ جَلالُهُ ***وَقُدْرَتُهُ فِي شَرْقِهَا وَالْمَغَارِبِ

إِلَيْهِ مآبِي وَهُوَ حَسْبِي وَمَلْجَئِي*** وَلِي أَمَلٌ فِي عَطْفِهِ غَيْرُ خَائِبِ

وَأَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ فِيمَا بَقِي لِمَا * يُحِبُّ وَيَرْضَى فَهُوَ أَسْنَى الْمَطَالِبِ

وَأَنْ يَتَغَشَّانَا بِعَفْوٍ وَرَحْمَةٍ * وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ وَسَتْرِ الْمَعَائِبِ

وَأَنْ يَتَوَلانَا بِلُطْفٍ وَرَأْفَةٍ * وَحِفْظٍ يَقِينَا شَرَّ كُلِّ الْمَعَاطِب

وَأَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةٍ ***عَلَى مِلَّةِ الإِسْلامِ خَيْرِ الْمَوَاهِبِ

مُقِيمِينَ لِلْقُرْآنِ وَالسُنَّةِ الَّتِي * أَتَانَا بِهَا عَالِي الذُّرَى وَالْمَرَاتِبِ

مُحَمَّدٌ الْهَادِي الْبَشِيرُ نَبِيُّنَا * وَسَيِّدُنَا بَحْرُ الْهُدَى وَالْمَنَاقِبِ

عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ * وَآلٍ وَأَصْحَابٍ لَهُ كَالْكَوَاكِبِ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صمم هذا القالب المدون ياسو صاحب مدونة نصائح للمدونين | تم التصميم بإستخدام مصمم نماذج بلوجر ونفخر بتعاملنا مع بلوجر | جميع حقوق التصميم محفوظه كحقوق ملكيه فكريه.