تفيض عيوني بالدموع السواكب / قصيدة في الزهد
تَفِيضُ عُيُونِي بِالدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ * وَمَالِي لا أَبْكِي عَلَى خَيْرِ ذَاهِبِ
عَلَى عُمْرِي إِذْ وَلَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ***بِآمَالِ مَغْرُورٍ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ
عَلَى غُرَرِ الأَيَّامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ * وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ الْمَكَاسِب
عَلَى زَهَرَاتِ الْعَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ * بِرِيحِ الأَمَانِي وَالظُّنُونِ الْكَوَاذِبِ
عَلَى أَشْرَفِ الأَوْقَاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا * بِأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاهٍ وَلاعِبِ
عَلَى أَنْفَسِ السَّاعَاتِ لَمَّا أَضَعْتُهَا*** وَقَضَّيْتُهَا فِي غَفْلَةٍ وَمَعَاطِبِ
عَلَى صَرْفِيَ الأَيَّامَ فِي غَيْرِ طَائِلٍ * وَلا نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِبِ
عَلَى مَا تَوَلَّى مِنْ زَمَانٍ قَضَيْتُهُ * وَرَجَّيْتُهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ وَصَائِبِ
عَلَى فُرَصٍ كَانَتْ لَوْ أَنِّي انْتَهَزْتُهَا * لَقَدْ نِلْتُ فِيهَا مِنْ شَرِيفِ الْمَطَالِبِ
وَأَحْيَانَ آنَاءٍ مِنْ الدَّهْرِ قَدْ مَضَتْ ***ضَيَاعًا وَكَانَتْ مُوسِمًا لِلرَّغَائِبِ
عَلَى صُحُفٍ مَشْحُونَةٍ بِمَآثِمٍ * وَجُرْمٍ وَأَوْزَارٍ وَكَمْ مِنْ مَثَالِبِ
عَلَى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوبٍ وَزَلَّةٍ*** وَسَيِّئَةٍ مَخْشِيَّةٍ فِي الْعَوَاقِبِ
عَلَى شَهَوَاتٍ كَانَتْ النَّفْسُ أَقْدَمَتْ***عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحَثٍّ وَغَالِبِ
عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنِيَّةً ***مُنَغَّصَةً مَشْحُونَةً بِالْمَعَائِبِ
عَلَى عَمَلِ لِلْعِلْمِ غَيْرِ مُوَافِقٍ * وَمَا فَضْلُ عِلْمٍ دُونَ فِعْلٍ مُنَاسِبِ
عَلَى فِعْلِ طَاعَاتٍ بِسَهْوٍ وَغَفْلَةٍ*** وَمِنْ غَيْرِ إِحْضَارٍ وَقَلْبٍ مُرَاقِبِ
أُصَلِّي الصَّلاةَ الْخَمْسَ وَالْقَلْبُ جَائِلٌ * بِأَوْدِيَةِ الأَفْكَارِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
عَلَى أَنَّنِي أَتْلُو الْقُرْآنَ كِتَابَهُ * تَعَالَى بِقَلْبِ ذَاهِلٍ غَيْرَ رَاهِبِ
عَلَى طُولِ آمَالٍ كَثِير غَرُورُهَا * وَنِسْيَانِ مَوْتٍ وَهُوَ أَقْرَبُ غَائِبِ
عَلَى أَنَّنِي قَدْ أَذْكُرُ اللهَ خَالِقِي * بِغَيْرِ حُضُورٍ لازِمٍ وَمُصَاحِبِ
عَلَى أَنَّنِي لا أَذْكُرُ الْقَبْرَ وَالْبَلَى * كَثِيرًا وَسَفْرًا ذَاهِبًا غَيْرَ آيِبِ
عَلَى أَنَّنِي عَنْ يَوْمِ بَعْثِي وَمَحْشَرِي*** وَعَرْضِي وَمِيزَانِي وَتِلْكَ الْمَصَاعِبِ
مَوَاقِفُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَخُطُوبِهَا * يَشِيبُ مِنْ الْولْدَانِ شَعْرُ الذَّوَائِبِ
تَغَافَلْتُ حَتَّى صِرْتُ مِنْ فُرْطِ غَفْلَتِي * كَأَنِّي لا أَدْرِي بِتِلْكَ الْمَرَاهِبِ
عَلَى النَّارِ أَنِّي مَا هَجَرْتُ سَبِيلَهَا * وَلا خِفْتُ مِنْ حَيَّاتِهَا وَالْعَقَارِبِ
عَلَى السَّعْيِ لِلْجَنَّاتِ دَارِ النَّعِيمِ وَالْـ***كَرَامَةِ الزُّلْفَى وَنَيْلِ الْمَآرِبِ
مِنْ الْعِزِّ وَالْمُلْكِ الْمُخَلَّدِ وَالْبَقَا ***وَمَا تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ مِنْ كُلِّ طَالِب
وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا رِضَا الرَّبِّ عَنْهُمْ ***وَرُؤْيَتُهُمْ إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ حَاجِبِ
فَآهًا عَلَى عَيْشِ الأَحِبَّةِ نَاعِمًا ***هَنِيئًا مُصَفَّى مِنْ جَمِيعِ الشَّوَائِبِ
وَآهًا عَلَى مَا فَاتَ مِنْ هَدْي سَادَةٍ * عَنْ الْمَلاءِ الأَعْلَى وَقُرْبِ الْحَبَائِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ هِمَّةٍ وَعَزِيمَةٍ*** وَمِنْ سِيرَةٍ مَحْمُودَةٍ وَمَذَاهِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ عِفَّةٍ وَفُتُوَّةٍ * وَجَدٍّ وَتَشْمِيرٍ لِنَيْلِ الْمَرَاتِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ صَوْمٍ كُلِّ هَجِيرَةٍ*** وَزُهْدٍ وَتَجْرِيدٍ وَقَطْعِ الْجَوَاذِبِ
عَلَى الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ اللَّذَيْنِ تَحَقَّقَا * وَمِنْ خَلْوةٍ بِاللهِ تَحْتَ الْغَيَاهِبِ
عَلَى مَا صَفَا مِنْ قُرْبِهِمْ وَشُهُودِهِمْ * وَصِدْقٍ وَإِخْلاصٍ وَكَمْ مِنْ مَنَاقِبِ
وَاسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ جَلالُهُ ***وَقُدْرَتُهُ فِي شَرْقِهَا وَالْمَغَارِبِ
إِلَيْهِ مآبِي وَهُوَ حَسْبِي وَمَلْجَئِي*** وَلِي أَمَلٌ فِي عَطْفِهِ غَيْرُ خَائِبِ
وَأَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ فِيمَا بَقِي لِمَا * يُحِبُّ وَيَرْضَى فَهُوَ أَسْنَى الْمَطَالِبِ
وَأَنْ يَتَغَشَّانَا بِعَفْوٍ وَرَحْمَةٍ * وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ وَسَتْرِ الْمَعَائِبِ
وَأَنْ يَتَوَلانَا بِلُطْفٍ وَرَأْفَةٍ * وَحِفْظٍ يَقِينَا شَرَّ كُلِّ الْمَعَاطِب
وَأَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةٍ ***عَلَى مِلَّةِ الإِسْلامِ خَيْرِ الْمَوَاهِبِ
مُقِيمِينَ لِلْقُرْآنِ وَالسُنَّةِ الَّتِي * أَتَانَا بِهَا عَالِي الذُّرَى وَالْمَرَاتِبِ
مُحَمَّدٌ الْهَادِي الْبَشِيرُ نَبِيُّنَا * وَسَيِّدُنَا بَحْرُ الْهُدَى وَالْمَنَاقِبِ
عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ * وَآلٍ وَأَصْحَابٍ لَهُ كَالْكَوَاكِبِ
تَفِيضُ عُيُونِي بِالدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ * وَمَالِي لا أَبْكِي عَلَى خَيْرِ ذَاهِبِ
عَلَى عُمْرِي إِذْ وَلَّى وَحَانَ انْقِضَاؤُهُ***بِآمَالِ مَغْرُورٍ وَأَعْمَالِ نَاكِبِ
عَلَى غُرَرِ الأَيَّامِ لَمَّا تَصَرَّمَتْ * وَأَصْبَحْتُ مِنْهَا رَهْنَ شُؤْمِ الْمَكَاسِب
عَلَى زَهَرَاتِ الْعَيْشِ لَمَّا تَسَاقَطَتْ * بِرِيحِ الأَمَانِي وَالظُّنُونِ الْكَوَاذِبِ
عَلَى أَشْرَفِ الأَوْقَاتِ لَمَّا غُبِنْتُهَا * بِأَسْوَاقِ غَبْنٍ بَيْنَ لاهٍ وَلاعِبِ
عَلَى أَنْفَسِ السَّاعَاتِ لَمَّا أَضَعْتُهَا*** وَقَضَّيْتُهَا فِي غَفْلَةٍ وَمَعَاطِبِ
عَلَى صَرْفِيَ الأَيَّامَ فِي غَيْرِ طَائِلٍ * وَلا نَافِعٍ مِنْ فِعْلِ فَضْلٍ وَوَاجِبِ
عَلَى مَا تَوَلَّى مِنْ زَمَانٍ قَضَيْتُهُ * وَرَجَّيْتُهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ وَصَائِبِ
عَلَى فُرَصٍ كَانَتْ لَوْ أَنِّي انْتَهَزْتُهَا * لَقَدْ نِلْتُ فِيهَا مِنْ شَرِيفِ الْمَطَالِبِ
وَأَحْيَانَ آنَاءٍ مِنْ الدَّهْرِ قَدْ مَضَتْ ***ضَيَاعًا وَكَانَتْ مُوسِمًا لِلرَّغَائِبِ
عَلَى صُحُفٍ مَشْحُونَةٍ بِمَآثِمٍ * وَجُرْمٍ وَأَوْزَارٍ وَكَمْ مِنْ مَثَالِبِ
عَلَى كَمْ ذُنُوبٍ كَمْ عُيُوبٍ وَزَلَّةٍ*** وَسَيِّئَةٍ مَخْشِيَّةٍ فِي الْعَوَاقِبِ
عَلَى شَهَوَاتٍ كَانَتْ النَّفْسُ أَقْدَمَتْ***عَلَيْهَا بِطَبْعٍ مُسْتَحَثٍّ وَغَالِبِ
عَلَى أَنَّنِي آثَرْتُ دُنْيَا دَنِيَّةً ***مُنَغَّصَةً مَشْحُونَةً بِالْمَعَائِبِ
عَلَى عَمَلِ لِلْعِلْمِ غَيْرِ مُوَافِقٍ * وَمَا فَضْلُ عِلْمٍ دُونَ فِعْلٍ مُنَاسِبِ
عَلَى فِعْلِ طَاعَاتٍ بِسَهْوٍ وَغَفْلَةٍ*** وَمِنْ غَيْرِ إِحْضَارٍ وَقَلْبٍ مُرَاقِبِ
أُصَلِّي الصَّلاةَ الْخَمْسَ وَالْقَلْبُ جَائِلٌ * بِأَوْدِيَةِ الأَفْكَارِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
عَلَى أَنَّنِي أَتْلُو الْقُرْآنَ كِتَابَهُ * تَعَالَى بِقَلْبِ ذَاهِلٍ غَيْرَ رَاهِبِ
عَلَى طُولِ آمَالٍ كَثِير غَرُورُهَا * وَنِسْيَانِ مَوْتٍ وَهُوَ أَقْرَبُ غَائِبِ
عَلَى أَنَّنِي قَدْ أَذْكُرُ اللهَ خَالِقِي * بِغَيْرِ حُضُورٍ لازِمٍ وَمُصَاحِبِ
عَلَى أَنَّنِي لا أَذْكُرُ الْقَبْرَ وَالْبَلَى * كَثِيرًا وَسَفْرًا ذَاهِبًا غَيْرَ آيِبِ
عَلَى أَنَّنِي عَنْ يَوْمِ بَعْثِي وَمَحْشَرِي*** وَعَرْضِي وَمِيزَانِي وَتِلْكَ الْمَصَاعِبِ
مَوَاقِفُ مِنْ أَهْوَالِهَا وَخُطُوبِهَا * يَشِيبُ مِنْ الْولْدَانِ شَعْرُ الذَّوَائِبِ
تَغَافَلْتُ حَتَّى صِرْتُ مِنْ فُرْطِ غَفْلَتِي * كَأَنِّي لا أَدْرِي بِتِلْكَ الْمَرَاهِبِ
عَلَى النَّارِ أَنِّي مَا هَجَرْتُ سَبِيلَهَا * وَلا خِفْتُ مِنْ حَيَّاتِهَا وَالْعَقَارِبِ
عَلَى السَّعْيِ لِلْجَنَّاتِ دَارِ النَّعِيمِ وَالْـ***كَرَامَةِ الزُّلْفَى وَنَيْلِ الْمَآرِبِ
مِنْ الْعِزِّ وَالْمُلْكِ الْمُخَلَّدِ وَالْبَقَا ***وَمَا تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ مِنْ كُلِّ طَالِب
وَأَكْبَرُ مِنْ هَذَا رِضَا الرَّبِّ عَنْهُمْ ***وَرُؤْيَتُهُمْ إِيَّاهُ مِنْ غَيْرِ حَاجِبِ
فَآهًا عَلَى عَيْشِ الأَحِبَّةِ نَاعِمًا ***هَنِيئًا مُصَفَّى مِنْ جَمِيعِ الشَّوَائِبِ
وَآهًا عَلَى مَا فَاتَ مِنْ هَدْي سَادَةٍ * عَنْ الْمَلاءِ الأَعْلَى وَقُرْبِ الْحَبَائِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ هِمَّةٍ وَعَزِيمَةٍ*** وَمِنْ سِيرَةٍ مَحْمُودَةٍ وَمَذَاهِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ عِفَّةٍ وَفُتُوَّةٍ * وَجَدٍّ وَتَشْمِيرٍ لِنَيْلِ الْمَرَاتِبِ
عَلَى مَا لَهُمْ مِنْ صَوْمٍ كُلِّ هَجِيرَةٍ*** وَزُهْدٍ وَتَجْرِيدٍ وَقَطْعِ الْجَوَاذِبِ
عَلَى الصَّبْرِ وَالشُّكْرِ اللَّذَيْنِ تَحَقَّقَا * وَمِنْ خَلْوةٍ بِاللهِ تَحْتَ الْغَيَاهِبِ
عَلَى مَا صَفَا مِنْ قُرْبِهِمْ وَشُهُودِهِمْ * وَصِدْقٍ وَإِخْلاصٍ وَكَمْ مِنْ مَنَاقِبِ
وَاسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ جَلالُهُ ***وَقُدْرَتُهُ فِي شَرْقِهَا وَالْمَغَارِبِ
إِلَيْهِ مآبِي وَهُوَ حَسْبِي وَمَلْجَئِي*** وَلِي أَمَلٌ فِي عَطْفِهِ غَيْرُ خَائِبِ
وَأَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ فِيمَا بَقِي لِمَا * يُحِبُّ وَيَرْضَى فَهُوَ أَسْنَى الْمَطَالِبِ
وَأَنْ يَتَغَشَّانَا بِعَفْوٍ وَرَحْمَةٍ * وَفَضْلٍ وَإِحْسَانٍ وَسَتْرِ الْمَعَائِبِ
وَأَنْ يَتَوَلانَا بِلُطْفٍ وَرَأْفَةٍ * وَحِفْظٍ يَقِينَا شَرَّ كُلِّ الْمَعَاطِب
وَأَنْ يَتَوَفَّانَا عَلَى خَيْرِ مِلَّةٍ ***عَلَى مِلَّةِ الإِسْلامِ خَيْرِ الْمَوَاهِبِ
مُقِيمِينَ لِلْقُرْآنِ وَالسُنَّةِ الَّتِي * أَتَانَا بِهَا عَالِي الذُّرَى وَالْمَرَاتِبِ
مُحَمَّدٌ الْهَادِي الْبَشِيرُ نَبِيُّنَا * وَسَيِّدُنَا بَحْرُ الْهُدَى وَالْمَنَاقِبِ
عَلَيْهِ صَلاةُ اللهِ ثُمَّ سَلامُهُ * وَآلٍ وَأَصْحَابٍ لَهُ كَالْكَوَاكِبِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق