توبة الفضيل بن عياض
روي ان الفضيل بن عياض كان في بداية امره من قطاع الطريق ،الذين لا يتورعون عن ارتكاب اية كبيرة ، وكان اسمه يثير الرعب في النفوس، حتى ان خليفة ذلك العصر هارون الرشيد كان يخشاه .
وفي أحد الأيام وقف على ضفة نهر ليسقي فرسه ، اذ وقع بصره على فتاة في غاية الجمال ، تحمل على كتفها قربة ومتجهة صوب الماء ، تريد ملء القربة.. فوقع حبّها في قلبه ، وما ان رفع عنها بصره حتى ملأت قربتها وذهبت .
امر اتباعه باقتفاء اثرها حتى اذا بلغت دارها طرقوا الباب ،وابلغوا اهلها بوجوب اعداد هذه الفتاة الجميلة ، واخلاء الدار تلك الليلة ، لأن فضيل راغب بوصالها. ( ولهذا السبب نادى الاسلام بوجوب الحجاب ، حتى لاتقع عين الأجنبي على المرأة ، وما يتمخض عن ذلك من الآم وكوارث ) .
ما ان بلغ الخبر ابويها حتّى استولى عليهما الذعر .. واضطر إلى استدعاء بعض وجوه البلد للبحث عن مخرج من هذا الموقف.. فقيل لهم : لا بد من التضحية بالفتاة في سبيل المدينة، لأن فضيل اذا لم ينل بغيته سيحرق كل شيء في تلك المدينة .. فاضطر ابواها إلى اعدادها واخلاء الدار .
توبة الفضيل بن عياض
دخل فضيل المدينة ليلاً وتسلق الجدار ، وعبر سطوح بعض الدور ليصل إلى دار الفتاة ، وهناك تناهى إلى سمعه صوت قراءة قرآن ، فانصت اليه واذا هو رجل يتلوا الآية الشريفة : { ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله }.
فأثرت هذه الآية في نفسه وعاد ونزل من الجدار وتغيّر حاله ، وقال بنية خالصة وقلب نقي : يا الهي !.. لقد آن وقت الخشوع .
تاب فضيل الى ربّه توبة خالصة ، وسار تلك الليلة على وجهه إلى ان وصل الى خربة، فرأى فيها بعض التجار والمسافرين الذين لجأوا إلى هذه الخربة خوفاً من فضيل وعصابته ، وحطّوا رحالهم هنا ، وهم على وشك المسير ويقول بعضهم لبعض: كيف لنا ان نتخلص من شّر فضيل ؛ فمن المؤكد انه سيهجم علينا هذه الليلة ويسلبنا متاعنا .
تأثر فضيل اكثر عند سماع هذا الكلام ، لأنه كان سبباً في ترويع الناس وايجاد الذعر في القلوب ، فتقدم اليهم وعرفهم بنفسه وقال لهم : طيبوا نفساً بعد اليوم ، فضيل تاب وسلك طريق الله .
انتهج فضيل طريق الزهد حتّى غدا واحداً من عرفاء وزهاد عصره.. يروي ان هارون الرشيد رأى عند ذهابه إلى مكة حلقة من الناس حول رجل يعظهم وهم يبكون ، فسأل عنه ، قيل له : هذا فضيل الفاسق قد تاب الان .. كان هارون الرشيد من قبل يخشى غاراته وقطعه للطريق ، وهو اليوم يخشى زهده وتقواه .
كان فضيل يسجل في دفتر لديه اسماء وعناوين الأشخاص في كل قافلة يسلبها ، ولما تاب قصد اصحاب الأموال التي سرقها منهم ،ووجد اغلبهم واسترضاهم ، أما الذين لم يجدهم فقد دفع عنهم الصدقات رداً للمظالم ، إلاّ رجلاً واحداً يهودياً من نواحي الشام، كان فضيل قد سلبه مالاً كثيراً فأبى ان يصفح عنه ، وقال انني اقسمت ان لا اخذ بدل مالي المسلوب إلاّ ذهباً، ولكنّك ما دمت جاداً في طلبك ولا مال لديك، فلا بأس ان تذهب وتأخذ من اموالي وذهبي الموجود تحت فراشي ، وتقدمه لي بقصد أداء ما عليك من دين حتّى أكون قد بررت بقسمي ، وتكون أنت أيضاً قد بلغت حاجتك.
مد فضيل يده تحت الفراش واخرج مقداراً من الذهب واعطاه لليهودي ، فقال من فوره انطقني بالشهادتين ، لقد آمنت باله محمد ، ولا معنى بعد هذا للبقاء على الديانة اليهودية ؛ لاني قرأت في التوراة ،ان احدى صفات أتباع رسول آخر الزمان ، هي ان احدهم اذا اخلص لله التوبة من ذنوبه ، يبدل الله التراب في يده ذهباً ، اعلم انه لم يكن تحت فراشي إلاّ التراب.. وانني انما اردت امتحانك ، ولما ابدل الله التراب بيدك ذهباً تكشفت لي حقيقتان ؛الاولى : هي انك تائب حقّاً ومن صميم قلبك.. والثانية :هي ان الدين الذي انبأ عنه موسى في التوراة ، والذي اعتبره ناسخاً لدينه وللدين الذي يأتي بعده ( اي المسيحية) هو الدين الذي انت عليه.
وبهذا اسلم ذلك اليهودي على يد فضيل .
وي ان الفضيل بن عياض كان في بداية امره من قطاع الطريق ،الذين لا يتورعون عن ارتكاب اية كبيرة ، وكان اسمه يثير الرعب في النفوس، حتى ان خليفة ذلك العصر هارون الرشيد كان يخشاه .
وفي أحد الأيام وقف على ضفة نهر ليسقي فرسه ، اذ وقع بصره على فتاة في غاية الجمال ، تحمل على كتفها قربة ومتجهة صوب الماء ، تريد ملء القربة.. فوقع حبّها في قلبه ، وما ان رفع عنها بصره حتى ملأت قربتها وذهبت .
امر اتباعه باقتفاء اثرها حتى اذا بلغت دارها طرقوا الباب ،وابلغوا اهلها بوجوب اعداد هذه الفتاة الجميلة ، واخلاء الدار تلك الليلة ، لأن فضيل راغب بوصالها. ( ولهذا السبب نادى الاسلام بوجوب الحجاب ، حتى لاتقع عين الأجنبي على المرأة ، وما يتمخض عن ذلك من الآم وكوارث ) .
ما ان بلغ الخبر ابويها حتّى استولى عليهما الذعر .. واضطر إلى استدعاء بعض وجوه البلد للبحث عن مخرج من هذا الموقف.. فقيل لهم : لا بد من التضحية بالفتاة في سبيل المدينة، لأن فضيل اذا لم ينل بغيته سيحرق كل شيء في تلك المدينة .. فاضطر ابواها إلى اعدادها واخلاء الدار .
توبة الفضيل بن عياض
دخل فضيل المدينة ليلاً وتسلق الجدار ، وعبر سطوح بعض الدور ليصل إلى دار الفتاة ، وهناك تناهى إلى سمعه صوت قراءة قرآن ، فانصت اليه واذا هو رجل يتلوا الآية الشريفة : { ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله }.
فأثرت هذه الآية في نفسه وعاد ونزل من الجدار وتغيّر حاله ، وقال بنية خالصة وقلب نقي : يا الهي !.. لقد آن وقت الخشوع .
تاب فضيل الى ربّه توبة خالصة ، وسار تلك الليلة على وجهه إلى ان وصل الى خربة، فرأى فيها بعض التجار والمسافرين الذين لجأوا إلى هذه الخربة خوفاً من فضيل وعصابته ، وحطّوا رحالهم هنا ، وهم على وشك المسير ويقول بعضهم لبعض: كيف لنا ان نتخلص من شّر فضيل ؛ فمن المؤكد انه سيهجم علينا هذه الليلة ويسلبنا متاعنا .
تأثر فضيل اكثر عند سماع هذا الكلام ، لأنه كان سبباً في ترويع الناس وايجاد الذعر في القلوب ، فتقدم اليهم وعرفهم بنفسه وقال لهم : طيبوا نفساً بعد اليوم ، فضيل تاب وسلك طريق الله .
انتهج فضيل طريق الزهد حتّى غدا واحداً من عرفاء وزهاد عصره.. يروي ان هارون الرشيد رأى عند ذهابه إلى مكة حلقة من الناس حول رجل يعظهم وهم يبكون ، فسأل عنه ، قيل له : هذا فضيل الفاسق قد تاب الان .. كان هارون الرشيد من قبل يخشى غاراته وقطعه للطريق ، وهو اليوم يخشى زهده وتقواه .
كان فضيل يسجل في دفتر لديه اسماء وعناوين الأشخاص في كل قافلة يسلبها ، ولما تاب قصد اصحاب الأموال التي سرقها منهم ،ووجد اغلبهم واسترضاهم ، أما الذين لم يجدهم فقد دفع عنهم الصدقات رداً للمظالم ، إلاّ رجلاً واحداً يهودياً من نواحي الشام، كان فضيل قد سلبه مالاً كثيراً فأبى ان يصفح عنه ، وقال انني اقسمت ان لا اخذ بدل مالي المسلوب إلاّ ذهباً، ولكنّك ما دمت جاداً في طلبك ولا مال لديك، فلا بأس ان تذهب وتأخذ من اموالي وذهبي الموجود تحت فراشي ، وتقدمه لي بقصد أداء ما عليك من دين حتّى أكون قد بررت بقسمي ، وتكون أنت أيضاً قد بلغت حاجتك.
مد فضيل يده تحت الفراش واخرج مقداراً من الذهب واعطاه لليهودي ، فقال من فوره انطقني بالشهادتين ، لقد آمنت باله محمد ، ولا معنى بعد هذا للبقاء على الديانة اليهودية ؛ لاني قرأت في التوراة ،ان احدى صفات أتباع رسول آخر الزمان ، هي ان احدهم اذا اخلص لله التوبة من ذنوبه ، يبدل الله التراب في يده ذهباً ، اعلم انه لم يكن تحت فراشي إلاّ التراب.. وانني انما اردت امتحانك ، ولما ابدل الله التراب بيدك ذهباً تكشفت لي حقيقتان ؛الاولى : هي انك تائب حقّاً ومن صميم قلبك.. والثانية :هي ان الدين الذي انبأ عنه موسى في التوراة ، والذي اعتبره ناسخاً لدينه وللدين الذي يأتي بعده ( اي المسيحية) هو الدين الذي انت عليه.
وبهذا اسلم ذلك اليهودي على يد فضيل .
روي ان الفضيل بن عياض كان في بداية امره من قطاع الطريق ،الذين لا يتورعون عن ارتكاب اية كبيرة ، وكان اسمه يثير الرعب في النفوس، حتى ان خليفة ذلك العصر هارون الرشيد كان يخشاه .
وفي أحد الأيام وقف على ضفة نهر ليسقي فرسه ، اذ وقع بصره على فتاة في غاية الجمال ، تحمل على كتفها قربة ومتجهة صوب الماء ، تريد ملء القربة.. فوقع حبّها في قلبه ، وما ان رفع عنها بصره حتى ملأت قربتها وذهبت .
امر اتباعه باقتفاء اثرها حتى اذا بلغت دارها طرقوا الباب ،وابلغوا اهلها بوجوب اعداد هذه الفتاة الجميلة ، واخلاء الدار تلك الليلة ، لأن فضيل راغب بوصالها. ( ولهذا السبب نادى الاسلام بوجوب الحجاب ، حتى لاتقع عين الأجنبي على المرأة ، وما يتمخض عن ذلك من الآم وكوارث ) .
ما ان بلغ الخبر ابويها حتّى استولى عليهما الذعر .. واضطر إلى استدعاء بعض وجوه البلد للبحث عن مخرج من هذا الموقف.. فقيل لهم : لا بد من التضحية بالفتاة في سبيل المدينة، لأن فضيل اذا لم ينل بغيته سيحرق كل شيء في تلك المدينة .. فاضطر ابواها إلى اعدادها واخلاء الدار .
توبة الفضيل بن عياض
دخل فضيل المدينة ليلاً وتسلق الجدار ، وعبر سطوح بعض الدور ليصل إلى دار الفتاة ، وهناك تناهى إلى سمعه صوت قراءة قرآن ، فانصت اليه واذا هو رجل يتلوا الآية الشريفة : { ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله }.
فأثرت هذه الآية في نفسه وعاد ونزل من الجدار وتغيّر حاله ، وقال بنية خالصة وقلب نقي : يا الهي !.. لقد آن وقت الخشوع .
تاب فضيل الى ربّه توبة خالصة ، وسار تلك الليلة على وجهه إلى ان وصل الى خربة، فرأى فيها بعض التجار والمسافرين الذين لجأوا إلى هذه الخربة خوفاً من فضيل وعصابته ، وحطّوا رحالهم هنا ، وهم على وشك المسير ويقول بعضهم لبعض: كيف لنا ان نتخلص من شّر فضيل ؛ فمن المؤكد انه سيهجم علينا هذه الليلة ويسلبنا متاعنا .
تأثر فضيل اكثر عند سماع هذا الكلام ، لأنه كان سبباً في ترويع الناس وايجاد الذعر في القلوب ، فتقدم اليهم وعرفهم بنفسه وقال لهم : طيبوا نفساً بعد اليوم ، فضيل تاب وسلك طريق الله .
انتهج فضيل طريق الزهد حتّى غدا واحداً من عرفاء وزهاد عصره.. يروي ان هارون الرشيد رأى عند ذهابه إلى مكة حلقة من الناس حول رجل يعظهم وهم يبكون ، فسأل عنه ، قيل له : هذا فضيل الفاسق قد تاب الان .. كان هارون الرشيد من قبل يخشى غاراته وقطعه للطريق ، وهو اليوم يخشى زهده وتقواه .
كان فضيل يسجل في دفتر لديه اسماء وعناوين الأشخاص في كل قافلة يسلبها ، ولما تاب قصد اصحاب الأموال التي سرقها منهم ،ووجد اغلبهم واسترضاهم ، أما الذين لم يجدهم فقد دفع عنهم الصدقات رداً للمظالم ، إلاّ رجلاً واحداً يهودياً من نواحي الشام، كان فضيل قد سلبه مالاً كثيراً فأبى ان يصفح عنه ، وقال انني اقسمت ان لا اخذ بدل مالي المسلوب إلاّ ذهباً، ولكنّك ما دمت جاداً في طلبك ولا مال لديك، فلا بأس ان تذهب وتأخذ من اموالي وذهبي الموجود تحت فراشي ، وتقدمه لي بقصد أداء ما عليك من دين حتّى أكون قد بررت بقسمي ، وتكون أنت أيضاً قد بلغت حاجتك.
مد فضيل يده تحت الفراش واخرج مقداراً من الذهب واعطاه لليهودي ، فقال من فوره انطقني بالشهادتين ، لقد آمنت باله محمد ، ولا معنى بعد هذا للبقاء على الديانة اليهودية ؛ لاني قرأت في التوراة ،ان احدى صفات أتباع رسول آخر الزمان ، هي ان احدهم اذا اخلص لله التوبة من ذنوبه ، يبدل الله التراب في يده ذهباً ، اعلم انه لم يكن تحت فراشي إلاّ التراب.. وانني انما اردت امتحانك ، ولما ابدل الله التراب بيدك ذهباً تكشفت لي حقيقتان ؛الاولى : هي انك تائب حقّاً ومن صميم قلبك.. والثانية :هي ان الدين الذي انبأ عنه موسى في التوراة ، والذي اعتبره ناسخاً لدينه وللدين الذي يأتي بعده ( اي المسيحية) هو الدين الذي انت عليه.
وبهذا اسلم ذلك اليهودي على يد فضيل .
وي ان الفضيل بن عياض كان في بداية امره من قطاع الطريق ،الذين لا يتورعون عن ارتكاب اية كبيرة ، وكان اسمه يثير الرعب في النفوس، حتى ان خليفة ذلك العصر هارون الرشيد كان يخشاه .
وفي أحد الأيام وقف على ضفة نهر ليسقي فرسه ، اذ وقع بصره على فتاة في غاية الجمال ، تحمل على كتفها قربة ومتجهة صوب الماء ، تريد ملء القربة.. فوقع حبّها في قلبه ، وما ان رفع عنها بصره حتى ملأت قربتها وذهبت .
امر اتباعه باقتفاء اثرها حتى اذا بلغت دارها طرقوا الباب ،وابلغوا اهلها بوجوب اعداد هذه الفتاة الجميلة ، واخلاء الدار تلك الليلة ، لأن فضيل راغب بوصالها. ( ولهذا السبب نادى الاسلام بوجوب الحجاب ، حتى لاتقع عين الأجنبي على المرأة ، وما يتمخض عن ذلك من الآم وكوارث ) .
ما ان بلغ الخبر ابويها حتّى استولى عليهما الذعر .. واضطر إلى استدعاء بعض وجوه البلد للبحث عن مخرج من هذا الموقف.. فقيل لهم : لا بد من التضحية بالفتاة في سبيل المدينة، لأن فضيل اذا لم ينل بغيته سيحرق كل شيء في تلك المدينة .. فاضطر ابواها إلى اعدادها واخلاء الدار .
توبة الفضيل بن عياض
دخل فضيل المدينة ليلاً وتسلق الجدار ، وعبر سطوح بعض الدور ليصل إلى دار الفتاة ، وهناك تناهى إلى سمعه صوت قراءة قرآن ، فانصت اليه واذا هو رجل يتلوا الآية الشريفة : { ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله }.
فأثرت هذه الآية في نفسه وعاد ونزل من الجدار وتغيّر حاله ، وقال بنية خالصة وقلب نقي : يا الهي !.. لقد آن وقت الخشوع .
تاب فضيل الى ربّه توبة خالصة ، وسار تلك الليلة على وجهه إلى ان وصل الى خربة، فرأى فيها بعض التجار والمسافرين الذين لجأوا إلى هذه الخربة خوفاً من فضيل وعصابته ، وحطّوا رحالهم هنا ، وهم على وشك المسير ويقول بعضهم لبعض: كيف لنا ان نتخلص من شّر فضيل ؛ فمن المؤكد انه سيهجم علينا هذه الليلة ويسلبنا متاعنا .
تأثر فضيل اكثر عند سماع هذا الكلام ، لأنه كان سبباً في ترويع الناس وايجاد الذعر في القلوب ، فتقدم اليهم وعرفهم بنفسه وقال لهم : طيبوا نفساً بعد اليوم ، فضيل تاب وسلك طريق الله .
انتهج فضيل طريق الزهد حتّى غدا واحداً من عرفاء وزهاد عصره.. يروي ان هارون الرشيد رأى عند ذهابه إلى مكة حلقة من الناس حول رجل يعظهم وهم يبكون ، فسأل عنه ، قيل له : هذا فضيل الفاسق قد تاب الان .. كان هارون الرشيد من قبل يخشى غاراته وقطعه للطريق ، وهو اليوم يخشى زهده وتقواه .
كان فضيل يسجل في دفتر لديه اسماء وعناوين الأشخاص في كل قافلة يسلبها ، ولما تاب قصد اصحاب الأموال التي سرقها منهم ،ووجد اغلبهم واسترضاهم ، أما الذين لم يجدهم فقد دفع عنهم الصدقات رداً للمظالم ، إلاّ رجلاً واحداً يهودياً من نواحي الشام، كان فضيل قد سلبه مالاً كثيراً فأبى ان يصفح عنه ، وقال انني اقسمت ان لا اخذ بدل مالي المسلوب إلاّ ذهباً، ولكنّك ما دمت جاداً في طلبك ولا مال لديك، فلا بأس ان تذهب وتأخذ من اموالي وذهبي الموجود تحت فراشي ، وتقدمه لي بقصد أداء ما عليك من دين حتّى أكون قد بررت بقسمي ، وتكون أنت أيضاً قد بلغت حاجتك.
مد فضيل يده تحت الفراش واخرج مقداراً من الذهب واعطاه لليهودي ، فقال من فوره انطقني بالشهادتين ، لقد آمنت باله محمد ، ولا معنى بعد هذا للبقاء على الديانة اليهودية ؛ لاني قرأت في التوراة ،ان احدى صفات أتباع رسول آخر الزمان ، هي ان احدهم اذا اخلص لله التوبة من ذنوبه ، يبدل الله التراب في يده ذهباً ، اعلم انه لم يكن تحت فراشي إلاّ التراب.. وانني انما اردت امتحانك ، ولما ابدل الله التراب بيدك ذهباً تكشفت لي حقيقتان ؛الاولى : هي انك تائب حقّاً ومن صميم قلبك.. والثانية :هي ان الدين الذي انبأ عنه موسى في التوراة ، والذي اعتبره ناسخاً لدينه وللدين الذي يأتي بعده ( اي المسيحية) هو الدين الذي انت عليه.
وبهذا اسلم ذلك اليهودي على يد فضيل .
0 التعليقات:
إرسال تعليق